google-site-verification=U5_6sorsWvsDaJfyOjC_O6Nquh81g-az0JusTOrPcv0
top of page

الماضي فخ الحاضر الوهمي

صورة الكاتب: الاخصائية النفسية سارة أدهمالاخصائية النفسية سارة أدهم



الفصل كاملا في كتاب "تخلص من الماضي و استعد حياتك"


كتابك المفضل الجديد لبداية جديدة
كتابك المفضل الجديد لبداية جديدة


لماذا يظن العقل أن الماضي يمثل الواقع؟

عقلك ليس مجرد أداة للتفكير والتحليل، بل هو الحارس الذي يسعى جاهدًا لحمايتك من أي خطر محتمل. وظيفته الأساسية ليست أن يجعلك سعيدًا، بل أن يبقيك آمنًا، حتى لو كان ذلك يعني استحضار ذكريات مؤلمة من الماضي. عندما تواجه موقفًا جديدًا، يبدأ العقل في مقارنته فورًا بتجاربك السابقة، ويبحث عن إشارات خطر. إذا وجد تشابهًا بين الموقف الحالي وتجربة سلبية قديمة، يطلق إنذارًا ليبقيك متيقظًا. ولكن هل هذه الآلية الدفاعية تساعد دائمًا؟ أم أنها قد تصبح قيدًا يعيق تقدمك؟

كيف يعمل العقل في التعامل مع الذكريات؟

عندما تمر بموقف مليء بالمشاعر القوية – سواء كان حدثًا سعيدًا أو تجربة مؤلمة – يقوم عقلك بتخزين هذه التجربة في ذاكرته بطريقة مكثفة. ولكنه لا يكتفي بحفظ التفاصيل الظاهرية فقط، بل يربطها أيضًا بالمشاعر المرتبطة بها. على سبيل المثال، إذا شعرت بالخوف أو الألم في موقف معين، فإن عقلك يحتفظ بهذا الشعور كإشارة تحذيرية يمكن أن يعيدها إلى السطح كلما واجهت موقفًا مشابهًا.

لماذا يركز العقل على التجارب السلبية؟

من منظور تطوري، العقل البشري مبرمج للتركيز على التجارب السلبية لأنها تُعتبر إشارات تحذيرية تساعد على البقاء. الخوف والألم مشاعر تحفز العقل لتصنيف التجربة على أنها "أولوية"، حتى يتمكن من تحذيرك منها في المستقبل. على سبيل المثال:

  • إذا تعرضت للإهانة في موقف اجتماعي، فإن عقلك لا يخزن الكلمات فقط، بل يحتفظ بشعور الإهانة والخجل الذي شعرت به.

  • عندما تواجه موقفًا جديدًا يشبه تلك التجربة، فإن عقلك يعيد تشغيل الذكرى ويقول لك: "احذر! قد تتكرر نفس التجربة المؤلمة."

كيف تصبح هذه الآلية عبئًا؟

هذه الذاكرة الدفاعية التي تهدف إلى حمايتك قد تتحول إلى عبء إذا لم تكن التجربة السلبية ذات صلة بحاضرك. على سبيل المثال:

  • إذا شعرت بالإحراج أثناء التحدث أمام جمهور في الماضي، فإن عقلك قد يعيد تشغيل هذا الشعور كلما حاولت التحدث أمام مجموعة جديدة، حتى لو كنت الآن أكثر خبرة وثقة.

  • قد يمنعك هذا التحذير المستمر من الاستفادة من الفرص الجديدة، لأنه يضعك دائمًا في حالة تأهب غير ضرورية.


كيف يمكن التحرر من سيطرة الماضي؟

الوعي بهذه الآلية هو الخطوة الأولى للتحرر منها. عندما تدرك أن العقل يعيد تشغيل ذكريات وتجارب ماضية لا تمت بصلة لواقعك الحالي، يمكنك التدرب على تهدئة هذه التحذيرات والتفكير بعقلانية. قد يتطلب ذلك:

  • التحليل الواعي: اسأل نفسك، هل هذا الخوف مرتبط بحاضري أم هو مجرد استجابة موروثة من الماضي؟

  • إعادة صياغة التجربة: ذكّر نفسك بأن الموقف الحالي مختلف تمامًا وأن لديك الأدوات والمهارات للتعامل معه.

  • طلب المساعدة: إذا كانت هذه الذكريات تسيطر عليك وتعيق تقدمك، فإن اللجوء إلى معالج متخصص في العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يساعدك على فهم جذور هذه المشاعر وتطوير استراتيجيات للتعامل معها.





 
 
 

Comentarios


  • Threads
  • Instagram
  • Facebook
  • YouTube
bottom of page